• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

المهنة وقراءة الوجه

سايمون براون/ ترجمة: نور منسَّى

المهنة وقراءة الوجه

◄تعلّم كيف تستخدم عملية قراءة الوجه في أوضاع العمل، بدءاً بالمقابلات بشأن العمل، وحتى تمارين إنشاء الفِرَق. فالكثير من التوتر في العمل ينجم عن الأساليب المتّبعة في المكتب والتفاعلات مع الآخرين. وقد تجد أن قراءة الوجه تساعدك على التنصّل من الاضطرابات العاطفية والمصادمات ورؤية زملائك في العمل كما هم بالفعل.

 

التوظيف:

مع أنّه من غير الأخلاقي الحكم على شخص بالاعتماد على وجهه فحسب أثناء إجراء مقابلة معه بهدف توظيفه، فإن قراءة الوجه قد تساعدك في طرح أسئلة تزوّدك بمعلومات أفضل يمكنك على أساسها اتخاذ القرار بهذا الشأن.

يكمن السر في إنجاح ذلك في إجراء تقييم تقديري خاطف لشخصية الفرد المحتملة من خلال قراءة الوجه، ومن ثمّ استخدام ذلك من أجل التنبؤ بمواطن ضعفه وقوته مقابل متطلبات الوظيفة ومقتضياتها. ويمكن القول إن أنواعاً معيّنة من طاقات العناصر الخمسة تتناسب بشكل أفضل مع أنواع معيّنة من العمل.

 

الطاقة الخشبية:

تعتبر هذه الطاقة طاقة متصاعدة ومركّزة وتحليلية تتماشى على أفضل وجه مع المهمات التقنية ومن الأمثلة على ذلك الهندسة، والتصميم، والخبرة الاستشارية في مجال الإدارة، وتطوير البرامج الكومبيوترية، وخدمات تكنولوجيا المعلومات والكومبيوتر.

 

الطاقة النارية:

إنّ الطاقة التعبيرية المنطلقة والمنفتحة، التي ترتبط بالنار تجعلها طاقة مثالية للوظائف التي تتطلّب درجة عالية من مهارات التواصل مع الآخرين. ومن الأمثلة على ذلك التسويق: وعمليات البيع، والعلاقات العامة، والتسلية والترفيه، والإعلان، والبيع بالتجزئة (المفرَّق).

 

الطاقة الترابية:

إنّ الطاقة المستقرّة والواقعية والعملية المتصلة بالتراب تتناسب على أفضل وجه مع الوظائف، التي تتطلب العلاقات السليمة بين الأفراد وفهم الطبيعة البشرية. ومن الأمثلة على ذلك العلاقات البشرية، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية، وأعمال ترميم المساكن وصيانتها، والزراعة، والخدمات المتعلقة بالأغذية ومبيعاتها.

 

الطاقة المعدنية:

تعتبر الطاقة المعدنية الداخلية التوجّه طاقة مفيدة للوظائف التي تتطلّب الدقة، والكمال والتماسك. ومن الأمثلة على ذلك المحاسبة، والأعمال المصرفية، والخدمات المالية، والإدارة، والتدبير والتنظيم.

 

الطاقة المائية:

تعتبر الطاقة المائية المتدفّقة طاقة ممتازة للأعمال، التي تتطلب القدرة على الخلق والإبداع، والمخيّلة الواسعة، والمرونة، والقدرة على التكيّف، والتغيّر، والموضوعية. ومن الأمثلة على ذلك: الخبرات الاستشارية، والفن، والتصميم الخلّاق، والكتابة، والتصوير الفوتوغرافي، وصناعة الأفلام، وإدارة المشاريع، وأعمال النشر.

 

حين يتم إجراء مقابلة عمل معك:

حين تخضع لمقابلة عمل استخْدِم تعابير وجهك، التي تعتقد أنها توصل الانطباع الذي سيسهم في حصولك على الوظيفة. فالأمر الأهم يتمثل في كيفية التواصل عن طريق العينين. إذ إنّك لا تود أن تبدو متملِّصاً بتفاديك التواصل بالعينين؛ ولذلك فإن كنت تشعر بالتوتر لدى محاولتك الحفاظ على التواصل بالعينين، فمن المجدي التمرّس على ذلك مع الأصدقاء والأشخاص الذين تلتقي بهم في حياتك اليومية.

حاول أن تركّز ذهنك على مراقبة الملامح اللافتة للعينين، وحَدِّقْ في قزحية عين شخص ما فمن شأن ذلك أن يساعدك في النظر لفترة أطول من الزمن دون أن تشعر بالحرج أو الارتباك. ودع الشخص الذي يجري المقابلة معك يقودك من حيث طول مدة الإبقاء على التواصل بالعينين.

تدرّب على استخدام الحاجبين لتأكيد أو إبراز نقطة ما؛ فرفع الحاجبين إلى الأعلى يلفت الانتباه إلى الجزء العلوي من وجهك. وقد ينبّه الشخص الذي يجري المقابلة معك إلى أنك تحب أن تستخدم قدراتك الذهنية. كما يشكل الابتسام إشارة مهمة تدل على البراعة الاجتماعية. ومع أنّ الابتسام بشكل متكرر قد يجعلك تبدو قليل الجدية، وفي أسوأ الأحوال غير مسؤول، فإن عدم الابتسام قد يبرز عدم جهوزيتك للعمل ضمن فريق.

قم بمراقبة وجه الشخص الذي يجري المقابلة معك بدقة، وقَلِّدْ تعابير وجهه. وقد تنجح هذه العملية إذا شعرت أنّ هذا الشخص يبحث عن شخص يتشابه معه ذهنيّاً وفي وسعه التواصل معه بسهولة. ولكي تعكس تعابير وجه الشخص الذي يجري المقابلة معك، اتَّبع تعابير وجهه. فابتسم في نفس الوقت الذي يبتسم فيه، وحرّك حاجبيك بنفس الطريقة التي يحرّك بها حاجبيه، وتتّبع حركة عينيه على أن تكون جاهزاً للتواصل عن طريق العينين والتوقف عن ذلك حسبما يود الشخص الذي يجري معك المقابلة.

 

العمل ضمن فريق:

يوفر استخدام العناصر الخمسة وقراءة ملامح الوجه أداةً لافتة لتحقيق العمل الجماعي. فمن الناحية النظرية، يؤدي قيام خمسة أشخاص بالعمل معاً بالقوة الكامنة في كلٍّ من العناصر الخمسة إلى إيجاد فريق يغطي كلّ النطاقات.

 

عضو الفريق الخشبي الطاقة:

يودّ هذا العضو المضي قدماً بسرعة تفوق سرعة باقي أعضاء الفريق، ويحرص على اتّباع نهج براغماتي عملاني مستنداً إلى المنطق والأفكار المدروسة. ويبدو هذا الشخص متحمّساً وحازماً وفعّالاً، لكنه قد يفقد صبره أو يشعر بالضيق إذا ما أبدى الآخرون ميلاً للتحرك بخطى أبطأ.

 

عضو الفريق الناري الطاقة:

يشدّد هذا الشخص بشكل كبير على الشعور بأنّه محاط بجوّ من العمل الجماعي بشكل سليم. ويستمتع هذا الشخص بالتفاعل الاجتماعي، ويسهم ببث روح الجماعة، ويمكنه المساعدة في تعزيز مزاجية الفريق بما لديه من ولع بتنفيذ مشروع ما.

 

عضو الفريق الترابي الطاقة:

يبدي هذا الشخص ميلاً لأن يكون عمليّاً، ويفضّل العمل مع كلّ شخص بصورة منهجية. ويتقن هذا الشخص التأكد من أن يشمل عمل الفريق كلّ عضو فيه، فضلاً عن مراعاة مشاعر الآخرين. وقد يتّسم هذا الشخص بقدر من الحذر يفوق غيره، ويفضل التأنّي والبطء المدروس وضمان القيام بكل شيء على نحو صائب.

 

عضو الفريق المعدني الطاقة:

بالنظر إلى حرصه المثالي على إبقاء أعضاء الفريق معاً والتركيز على المحصّلة النهائية، يعمل هذا الشخص على ضمان إنجاز المهمات في حينها وبلوغ الأهداف. وقد يكون فعالاً في فنّ التنظيم، وفي تبوُّء قيادة أو رئاسة الفريق.

 

عضو الفريق المائي الطاقة:

يحظى مثل هذا الشخص بالقبول لكونه موضوعياً وقادراً على التفكير بطريقة جانبية خلّاقة؛ مما يجعله قادراً على التكيّف وعلى فهم مختلف احتياجات باقي أعضاء الفريق والتعامل معها. وقد يتّبع هذا الشخص نهجاً انفرادياً قائماً على الاعتماد على الذات، وينأى بنفسه عن أي من الأساليب المتداولة داخل الفريق.

 

إنشاء الفِرَق:

من المهم لدى العمل ضمن فريق مؤلّف من مجموعة متنوّعة من الشخصيات القيام بتقدير وتثمين الاختلافات القائمة فيما بينها، من حيث فعالية الفريق بدلاً من السماح للأساليب المختلفة لعمل الأعضاء الآخرين بمضايقتك. ومن البديهي أن ينحو الفريق نحو أي من المقوّمات التي تعمل في صالحه. فقد تقوم على سبيل المثال بإحضار عدد أكبر من الأشخاص من ذوي الطاقة المعدنية إذا كان الهدف الرئيسي هو فرز المشاكل وتصنيفها وإنجاز المشاريع. وبالمقابل، قد ترى أنّ الفريق الذي يُظهر أعضاؤه نفس خصائص العناصر الخمسة سيجد سهولةً في تواصلهم معاً والدفع في ذات الاتجاه.

وتتمثل المزية في ذلك في تمكّن الفريق من الاندفاع إلى الأمام على أساس التشابه الذهني، فيما يكمن الخطر في إمكانية الاشتراك بنفس مواطن الضعف؛ مما يؤدي إلى نشوء ثغرات في الجهود المشتركة.

فالفريق المكوّن من أشخاص متشابهين فكرياً يعملون معاً يتناسب على أفضل وجه مع المهمّات الموجَّهة بوضوح نحو نوع واحد من المهارات أو المواهب. ففي استطاعة فريق يتّسم أعضاؤه بوفرة الطاقة النارية الخروج بعمل إنتاجي هزلي، فيما يمكن لفريق يتصف أعضاؤه بقوة تدفّق الطاقة الترابية أن يتقن العمل في مجال معالجة حالات الإدمان. ►

 

المصدر: كتاب أسرار قراءة الوجه/ كيف نفهم وضعنا الصحي وعلاقاتنا مع الآخرين؟

ارسال التعليق

Top